دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)
لطالما كان عالم الألعاب حكراً على الرجال، ما يسهّل استبعاد الفتيات من هذه المعادلة، وبالأخص لمن كبرت برفقة أشقاء، وفي قصتي هنالك ثلاثة.
فمع التهافت على لعبة "الأتاري" الصغيرة التي كانت تدخل طفولتنا إلى عالم يمكن فيه تحقيق المستحيلات على شاشة تلفاز بالأبيض والأسود، كان أشقائي يجلسون ويبدأون اللعب حتى تنتفخ أصابعهم.
لكن لم يكن من السهل مشاركتهم في البداية، ومع رغبتي بأن أكون جزءاً مما يحصل، تعلّمت لعبة المصارعة "WWF" عبر جهاز "بلاي ستيشن"، حتى بدأت بالتغلب على أشقائي، الذين قد يفضلون بأن لا أخبر أحداً بذلك، وتدريجياً أصبحتُ جزءاً من تلك الدائرة من الأطفال المحدّقين بتلك الشاشة، لتبدأ المنافسة بطريقة أخرى.
"ما رح تعرفي تلعبي".. "إنتي بنت، كيف بدك تلعبي كرة؟".. لكن وبكل فخر كنت أهزمهم في كل مرة.
لذا لن يبدو غريباً أن تجذب اهتمامي قصة لامرأة نجحت في عالم ألعاب الفيديو هذا، غدير الخياط، 39 عاماً، التي تعمل في شركة"Game Power 7"، والتي قررت تغيير مهنتها من مجال التسويق بمحل للأزياء في إمارة دبي، لتدخل عالم ألعاب الفيديو بعمر الثلاثين.
وقد قررت الخياط تغيير مهنتها بسبب ما وصفته بـ "هوس" أبنائها بألعاب الفيديو، في رسالة إلكترونية لـ CNN بالعربية، قائلة: "لم يكن هنالك أي أمر مشترك بيني وبين أولادي،" مضيفة بأنها قررت التقدم لطلب عند رؤيتها لوظيفة شاغرة في شركة "Game Power 7" للألعاب، والتي اعتبرت أول شركة عربية لألعاب الفيديو عند تأسيسها عام 2007، ورغم أن تغييراً مهنياً جذرياً للمشاركة بمشروع ناشئ آنذاك قد يعتبر تحدياً كبيراً أمام الكثيرين، إلا أن غدير أرادت إثبات نفسها.
وذكرت أنها واجهت صعوبة بالتأقلم مع عالم لم تملك فيه الكثير من الخبرة، بالأخص بالعمل في مجال يطغى عليه الذكور، وسط الصورة النمطية السائدة بعدم تمكن النساء من النجاح بعالم ألعاب الفيديو، لكن إصرارها جعلها تتقدم بهذا المجال.
ولمن تود الإقبال على هذا العالم أيضاً توجد هنالك منظمات قد توفر الدعم، مثل مؤسسة "كوجين" في السعودية التي أسست عام 2012 "لتوفير مجتمع متكامل وداعم للاعبات ومطورات الألعاب"، وفقاً لما ورد عبر الموقع الإلكتروني للمؤسسة، التي أقامت معارض خلال السنوات الأربع الماضية، بالإضافة إلى تنظيم مؤتمر عام 2017 بالتعاون مع هيئة الترفيه السعودية.